الشاعر أنور العطار… إسهام فريد في المشهد الشعري السوري المعاصر - سبق 24

الوكالة العربية السورية للأنباء 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الشاعر أنور العطار… إسهام فريد في المشهد الشعري السوري المعاصر - سبق 24, اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024 05:48 مساءً

دمشق-سانا

وصف الدكتور نزار بني المرجة الراحل أنور العطار بالشاعر رومانسي الطبع ومرهف الإحساس والعاشق لجمال الطبيعة والذي كان يميل إلى العزلة ويأنس بالطبيعة ويصغي إليها ويستلهم منها أجمل أبياته ناقلاً الطبيعة الشامية إلى الشعر العربي.

وبين بني المرجة في محاضرته التي جاءت بعنوان إضاءات على رباعيات الشاعر أنور العطار التي ألقاها في مجمع اللغة العربية بدمشق أن تجربة الشاعر الراحل العطار تميزت بالرصانة فلم يكن يطرح نفسه في محافل الثقافة والصحافة على عكس الكثيرين من أقرانه الذين وجدوا في تلك المحافل سبيلاً للشهرة والنجومية، موضحاً أن حضوره كان يقتصر على النشر في منابر رصينة، منها مجلة الرسالة المصرية ذائعة الصيت، ومجلة العربي الكويتية الرصينة وواسعة الانتشار.

ولفت بني مرجة إلى أن الشاعر العطار لم يأخذ حقه من الإضاءة على تجربته الشعرية المهمة والتي كانت تمثل في الواقع إسهاماً فريداً في المشهد الشعري السوري المعاصر، موضحاً أن بدايات تأسيسه وظهوره الفعلي كانت في الثلث الأول من القرن العشرين مع بروز العديد من الأسماء المؤسسة لذلك المشهد أمثال بدوي الجبل وشفيق جبري وخليل مردم بك وعمر أبو ريشة ونزار قباني وأنور العطار وغيرهم.

واستعرض بني المرجة آراء عدد من الأدباء والكتاب والمثقفين في الراحل العطار، حيث قال عنه الأديب الكبير أحمد حسن الزيات: “إن سورية التي أنجبت أبا تمام والبحتري وأبا فراس الحمداني وأبا العلاء المعري لا تزال تلد الموهوبين من عباقرة الفن والفكر، ومن بينهم شاعرنا أنور العطار، إضافة إلى أن أدبه مثل صادق للأدب السوري الحديث الذي كان يتميز بالجزالة والسلامة والوضوح”.

وديوان رباعيات أنور العطار “علمتني الحياة” بحسب بني المرجة واحد من آخر بنات أفكار الراحل وآخر ما جادت به قريحته الشعرية والذي جاء على شكل رباعيات مميزة في صياغتها الشعرية متنوعة في موضوعاتها وجذابة في جرسها الموسيقي.

وأوضح بني المرجة أن عددها بلغ مئة وخمساً وسبعين تبدأ كل منها بقوله “علمتني” إشارة إلى ما تعلمه من الحياة وكأنه يستصفي خلاصة خبرته مع الدنيا والناس وجوهر تأمله في كل ما يحيط من ظواهر الوجود ومظاهره.

وأشار بني مرجة إلى أن نتاج العطار الثري والمميز كان بسبب علمه الواسع واطلاعه الكبير وغوصه العميق في تراث الأدب العربي والآداب العالمية الأخرى وبخاصة الأدب الفرنسي في منحاه الرومانسي وتأثره بالشاعرين الفرنسيين لامارتين والفرد دي موسيه، إضافة إلى التفاته مبكراً لشعر كل من أحمد شوقي والبحتري.

وكان شاعر دمشق أنور العطار أحب جمال طبيعة دمشق الفيحاء فاندمج فيها وتدفق من بين أنامله شعر يشبه دمشق في رقتها، فتميز وعرف به حتى أصبح من أبرز شعراء وصف الطبيعة الدمشقية جاعلاً من بساتين غوطتها ونهرها بردى أبطالاً لقصائده.

ورأى بني المرجة أن العطار كان شاعراً وفيلسوفاً يُشهد له في مسيرة حياته وتأملاته الإنسانية العميقة لجوهر الحياة ومعاني الوجود وكل ما يتعلق بالكون والطبيعة والمخلوقات والإنسان، حيث يشهد على ذلك صياغاته الفلسفية في كل بيت شعر خطه يراعه فاستحق أن يكون بجدارة في مرتبة الشعراء الفلاسفة.

شذى حمود

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق