مع الشروق .. أين حقوق الفلسطينيين.. وأين حقوق أطفالهم؟ - سبق 24

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. أين حقوق الفلسطينيين.. وأين حقوق أطفالهم؟ - سبق 24, اليوم الثلاثاء 23 أبريل 2024 10:45 مساءً

مع الشروق .. أين حقوق الفلسطينيين.. وأين حقوق أطفالهم؟

نشر في الشروق يوم 23 - 04 - 2024

2308937
كثيرا ما يتشدق الغرب المنافق بانتصاره لقيم حقوق الانسان.. وكثيرا ما تأخذه هذه الحماسة الكاذبة إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول. ولا تكاد دولة من دول العالم الثالث تنجو من هذه التهديدات لسيادتها ولاستقلالية قرارها الوطني تحت لافتة الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات ونصرة الديمقراطية هنا أو هناك.. حتى أن الأمريكيين طلعوا لمفهوم «التدخل الانساني» الذي يبيح لهم التدخل عسكريا لاسقاط أنظمة وتدمير دول تحت هذا العنوان الفضفاض الذي يندرج بالكامل صلب «كلام الحق الذي يراد به باطل».
نقول هذا الكلام ونشدد على نفاق الغرب في زعم نصرته لحقوق الإنسان وللحريات وعلى أن هذه الشعارات لا تعدو كونها تعلات لاستباحة سيادة الدول وإخضاعها للهيمنة لأن هذه الحماسة الغربية تسقط حين يتعلق الأمر بحقوق الإنسان الفلسطيني.. وكذلك بحقوق الطفل الفلسطيني حيث قتل حتى الآن قرابة 15 ألف طفل ولا تزال القائمة مفتوحة.. وتفيد أرقام المؤسسات الدولية المختصة أن طفلا فلسطينيا على الأقل يقتل كل عشر دقائق.. وهذه حقيقة تكفي لتلطيخ الضمير الإنساني وضمير المجتمع الدولي ان كان له ضمير في أوحال يستحيل التخلص منها.. فأين تذهب الشعارات والقنابل والصواريخ الصهيونية تدك المنازل والمساجد والمدارس والمستشفيات بلا توقف منذ أزيد من ستة أشهر؟ وأين تذهب الألسن الطويلة والوقحة حين يتعلق الأمر بفظاعات يرتكبها الكيان الصهيوني؟ وأين تختفي الضمائر والأحاسيس المرهفة حين يكون الصهاينة في قفص الاتهام وحين يكون الجلاد صهيونيا والضحية فلسطينيا أو عربيا؟
لقد دأب الصهاية على سياسات التقتيل والتدمير والترهيب والترحيل منذ 75 عاما ودأب الشعب الفلسطيني الصابر على تذوق كل المرارات وكل الدمارات وكل جور وتعسّف الصهاينة منذ 75 عاما.. ومع ذلك فإن الغرب المنافق لم يرف له جفن ولم تحركه «غيرته» المزعومة على حقوق الإنسان وعلى أسس ومقتضيات القانون الدولي التي يزعم الانحياز إليها ونصرتها لكي يدعم أي جهد يصبّ في خانة انهاء المأساة أو يدفع باتجاه تكريس مبادرة تنصف الشعب الفلسطيني وتعيد له على الأقل جزءا من حقوقه وترفع عنه جزءا من معاناته.. وقد تجلى النفاق الأمريكي الغربي مؤخرا في مجلس الأمن اثر التصويت على قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.. وهي مبادرة جزائرية اصطدمت بفيتو أمريكي على اعتبار أن «التوقيت لم يحن بعد الاعتراف بدولة فلسطينية».. فماذا يجب للشعب الفلسطيني أن يقدم حتى يتم الاعتراف بحقوقه أكثر من 75 سنة من القهر والاذلال والتقتيل والترويع والتشريد والتيه في مخيمات الشتات؟ وكم يجب أن تستمر هذه المعاناة وهذه المأساة من وقت حتى «يحين» زمن الاعتراف بحقوقه الوطنية المشروعة التي كرّستها حتى قرارات الشرعية الدولية بما فيها تلك التي تعترض عليها الولايات المتحدة الأمريكية مثل القرار 242 الذي تقرّ بوجود دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
ان هذا النفاق الغربي الأمريكي.. وهذا الانحياز الأعمى للصهاينة مضافا إليه هذه الغطرسة الصهيونية لن يزيد الشعب الفلسطيني إلا تمسكا بحقوقه وإصرارا على الثورة على جلاّديه.. وهو ما يقف عليه العالم منذ السابع من أكتوبر حين هبّ الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ليعطيا للعالم أبلغ درس في النضال من أجل استرداد الحرية والكرامة وانتزاع الحقوق الوطنية المشروعة. ومهما جار الصهاينة وتعسفوا ومهما نافق الغرب ودعم الغاصب المحتل فإن شمس الحرية سوف تطلع.. وغدا تأتي أجيال أخرى من المناضلين والثوار ستكون معهم ملحمة السابع من أكتوبر مجرد بداية لمشوار سينتهي حتما بدحر الاحتلال وانتزاع الدولة الفلسطينية المستقلة رغما من غطرسة الصهاينة ونفاق الغرب وانحيازه.
عبد الحميد الرياحي

.



إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق